تعرف على وصف الرائحة الخضراء وأشكالها حسب مكوناتها وأيضاً النوتات الخضراء في العطور.
الروائح الخضراء موضوع أخر في سلسلة العائلات العطرية يثير اهتمام العديد من مستخدمي ومقتني العطور في جميع أنحاء العالم .. إن فهم واستكشاف طبيعة هذه الروائح بشكل أعمق يمكن أن يساعدنا على استكشاف زوايا جديدة لرؤيتنا واحساسنا بالعطور وعالمها الساحر.
يهدف هذا الموضوع إلى توفير مصدر قيم لتعزيز فهمك لـ طبيعة ووصف الرائحة الخضراء .. سيتم تغطية عدة نقاط رئيسية هم بمثابة محور هذا الموضوع - بما في ذلك أنواع النوتات العطرية الخضراء .. ستوفر هذه النقاط تفاصيل ومعلومات قيمة ورؤية شاملة للموضوع.
ماذا تعني الروائح الخضراء؟
الرائحة الخضراء هي تعبير يستخدم لوصف الروائح المرتبطة بالنباتات الطازجة والأوراق الخضراء .. وهي تعتبر عائلة عطرية رئيسية ضمن المجموعات العطرية.
عائلة الروائح الخضراء green scent family هي واحدة من العائلات العطرية الأساسية التي تُستخدم في صناعة العطور - وتُعتبر ذات طابع منعش وطبيعي .. هذه العائلة العطرية تركز على تجسيد الإحساس بالطبيعة والحيوية من خلال استخدام نوتات تُشبه الروائح الطبيعية للنباتات والأعشاب.
وصف الرائحة الخضراء
يعتبر الاستمتاع بالرائحة الخضراء أحد الأوجه الجميلة للتواصل مع الطبيعة والاسترخاء النفسي .. وعلى الرغم من أن الرائحة الخضراء لا يمكن وصفها بدقة تامة بالكلمات - إلا أننا في بيتي بيديا وكعادتنا نبرع في توصيل الرائحة إلى أنف القارئ إلى اقصى حد ممكن أن يتم من خلال الكتابة.
الرائحة الخضراء تعكس بشكل مثالي الحياة والنضارة بلمسة الانتعاش وتعزز الروح والعقل بشكل عام - واللون الأخضر يعبر عنها بشكل تام.
الرائحة الخضراء أكثر رائحة طبيعية مريحة للنفس - منعشة وحية تشبه عادة رائحة العشب الطازج أو الأوراق الخضراء المنتعشة بعد المطر.
عند استنشاق الرائحة الخضراء - يمكن أن تستحضر المشاعر الطبيعية والهدوء بلمسة قد تتفاوت قوتها من الانتعاش - على حسب مصدر النبات .. الرائحة الخضراء ترتبط عادة بالبيئة الطبيعية والمساحات الخضراء مثل الحدائق والغابات - ويشعر الكثير منا بالاسترخاء والسعادة عند استنشاق هذه الرائحة.
يمكن أن تكون الرائحة الخضراء متعددة الطبقات ومركبة - وتختلف بين مصادر النباتات المختلفة.
الرائحة الخضراء - في أصلها وقبل أن تتنوع حسب تنوع النبات - هي أفضل مثال أو تجسيد للصحة والحياة - لما تجلبه لحاسة الشم من شعور بالنضارة (الاشراقة) والحيوية والشعور بنظافة الهواء - وسبحان الله الخالق المبدع الذي اختار لهذه الرائحة مصدرها باللون الأخضر!! .. تشعر وكأنها رائحة طبية (نقية) أو أنبوبة تنفس لمن لديه شعور بالضيق وأراد استنشاق رائحة تشرح صدره بلمسات معقمة/ طازجة (صافية من أي تلوث) بلمحات باردة أو طراوة تجلب الحيوية والانتعاش مع لمحة حلاوة بسيطة لتذوق هذه العذوبة - تماما كحلاوة الماء العذب غير المحسوسة.
إذا زادت لمسة الانتعاش بالبرودة أصبحت رائحة خضراء باردة كـ رائحة النعناع الطازج - وإذا زاد مائها مع بعض الطراوة أصبحت كرائحة الخيار أو إذا غلب عليها اللمسة الخضراء أكثر من الماء أصبحت كـ أغلب الأوراق الخضراء بعد هطول المطر أو كرائحة طحلبية أو أعشاب البحر تستمتع حينها برائحة عشبية بلمحات مائية عذبة.
وإذا زادت حرارتها لفحتك رائحة خضراء بلمسات رائحة نهار مشمس ولمحة خفيفة من الحلاوة أصبحت كرائحة الفلفل الأخضر - وإذا شعرت برذاذ برائحة ليمون سكري خافتة وكأنها قادمة من بعيد - تصبح الرائحة الخضراء هنا كـ رائحة ريحان الليمون - بينما إذا زادت حلاوة الرائحة الخضراء أكثر مع لمحة بودرية أصبحت كـ رائحة ريحان القرفة .. أما إذا جف مائها وقل انتعاشها أو طراوتها أصبحت ترابية /خشبية وزالت الرائحة النقية الطازجة التي هي الأساس وخرجت الرائحة بذلك من عائلة الرائحة الخضراء.
للروائح الخضراء غالبا بعض الحلاوة في خلفية عبيرها - ولكن أنتبه إلى مسئلة حلاوة الرائحة - فهناك فرق بين حلاوة وسكرية .. أغلب الروائح العطرية لها بعض الحلاوة بطبيعة حالها كرائحها (وظيفتها أن تكون رائحة جميلة مبهجة بالتالي المرارة غير مطلوبة) - وللحلاوة دور مساعد لموازنة الرائحة (صناعة ربانية) وليس دور رئيسي فلو كان دورها رئيسي أصبحت الرائحة "مسكرة /سكرية" مثل رائحة الفانيليا (التي نعتبرها سكر العطور) .. هكذا الحال في أغلب النوتات العطرية مثل نوتات روائح الأخشاب - الأزهار - .. الخ - باستثناء بعض الروائح التي تصنف سكرية على سبيل المثال الفانيليا وأختها "القرفة" - وبعض الروائح التي نلاحظ فيها مرارة مثل "المر" و "الجلبانوم".
مكونات الرائحة الخضراء
تتنوع المكونات التي تساهم في إنشاء الرائحة الخضراء - وتشمل المركبات العطرية مثل الألدهيدات والأسترات والكيتونات والتربينات .. كما تختلف تركيبة هذه الروائح الخضراء من نبات لآخر - مما يعطي كل نبتة رائحتها الفريدة مع الحفاظ على أساس الرائحة والذي هو عادة الرائحة النضرة /الطازجة / إن شئت قل نقية معقمة خالية من أي روائح يمكن أن تحيد بك إلى طريق آخر غير النضارة حتى لو كان هذا الطريق ناتج عن رائحة سكرية جميلة - بل تجعلك على خط العبير الذي يشرح الصدر أو كأنك متشبثاً بقناع التنفس الطبيعي وخاضع لجلسة تعديل المزاج!!
على سبيل المثال - رائحة النعناع والبقدونس والزعتر والحشائش والأعشاب الطازجة تعتبر أمثلة على الروائح الخضراء - كما يمكن أن تكون مكونات أخرى غير أوراق النبات أو جذوعها مصدرًا للرائحة الخضراء مثل الجلبانوم (الجلبينة) فهو راتنج يخرج أو ينتج عن بعض النباتات الخيمية.
الرائحة الخضراء موجودة في منتجات العناية بالجسم والعطور والزيوت العطرية التي تحاكي الطبيعة الخضراء .. وفيما يلي استعراض لأنواع الروائح الخضراء (النوتات العطرية) المستخدمة كزيوت عطرية أحادية في صناعة العطور وبعض البخور:-
النوتات الخضراء في العطور
يمكن استخدام العديد من أصناف النباتات والأوراق الخضراء في صناعة العطور - مثل:
- الجلبانوم: راتينج (صمغ) ذو رائحة خضراء شديدة مرة ومنعشة تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من الحدة ولمحة بلسمية تغلف الرائحة.
- ورق البنفسج: رائحة خضراء مورقة مع مسحة بودرية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة /طازجة والحلاوة.
- الشاي الأخضر: رائحة منعشة وخفيفة تُستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من الأعشاب والرائحة المنعشة.
- ورق التين: رائحة خضراء فاكهية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من الحلاوة الترابية.
- الخيزران: رائحة منعشة ونضرة تُستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من الرائحة الخضراء والخشبية.
- اللبلاب: رائحة خضراء ومريرة قليلاً تُستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من النضارة ولمسة ترابية.
- الليمون: رائحة مشرقة وحيوية تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من نضارة /طراوة الرائحة الخضراء ولمسة من الحموضة.
- الريحان: رائحة عشبية خضراء تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة /طازجة /مشرقة ولمحة من الحلاوة.
- النعناع: رائحة منعشة باردة ورائعة تُستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من البرودة ولمحة من الحلاوة.
- البيتيتغرين: رائحة طازجة وخضراء تستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من الرائحة الحمضية والخشبية.
- الكزبرة: رائحة حارة وحمضية قليلاً تستخدم غالباً في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمحة من الحلاوة.
- ورقة الطماطم: رائحة خضراء وترابية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمحة من الحلاوة.
- حشيشة الملاك: رائحة منعشة وخضراء مع لمسة من رائحة عشبية ومسكية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من الحلاوة.
- السرخس: رائحة خضراء وترابية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمسة من الرائحة العشبية.
- الأرطماسيا: رائحة منعشة وعشبية مع لمسة من الرائحة الخضراء والمرة قليلاً والتي تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة.
- الفلفل الأخضر: رائحة حارة وخضراء قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمسة تابلية خفيفة مع حلاوة.
- الخيار: رائحة منعشة ومائية تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمسة من الحلاوة.
- الصنوبر: رائحة منعشة وخضراء مع لمسة من رائحة خشبية وراتنجية قليلاً تستخدم غالبًا في العطور لإضافة لمسة من النضارة ولمحة من الحلاوة.
- العشب: رائحة طازجة وخضراء مع لمسة من الرائحة العشبية والترابية قليلاً والتي تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة.
- المريمية: رائحة منعشة وعشبية مع لمسة من الرائحة الخضراء والخشبية قليلاً والتي تستخدم غالبًا في العطور لإضفاء لمسة من النضارة ولمحة من الحلاوة.
أنواع العطور في عائلة الروائح الخضراء
عطور منعشة وخفيفة
عطور تستخدم نوتات خضراء لإعطاء إحساس بالانتعاش والنقاء - وغالبًا ما تكون مناسبة لفصول الربيع والصيف.
عطور عشبية
عطور تحتوي على نوتات أعشاب مثل الريحان والنعناع - وتُستخدم لإضافة طابع حيوي ومنعش للعطر.
أمثلة على عطور خضراء
- عطر فيردي Verde من ماركة Carthusia: يحتوي على نوتات من النعناع وأوراق البقدونس.
- عطر جاردين دي باي Jardin de Bagatelle من دار Guerlain: يحتوي على نوتات من الزهور الخضراء وأوراق الشجر.
الملخص:
عائلة الروائح الخضراء تُعبر عن الطابع الطبيعي والانتعاش - وتُستخدم لتجسيد إحساس بالنقاء والحيوية .. تتميز بالتركيز على نوتات الأعشاب والأوراق والعشب - وتعتبر مثالية للأوقات التي تحتاج فيها إلى إحساس بالانتعاش - مثل فصول الربيع والصيف .. هي عطور خفيفة ومنعشة بشكل عام - وليست دافئة بوضوح.