مركز المساعدة
مساعدة سريعة

ألعاب الأطفال - كيف تختارينها حسب الهدف baby toys

ألعاب الأطفال حديثي الولادة
نوعيتها - هدفها - والهدف العام من اللعب في هذه المرحلة



كل الأطفال في المرحلة المبكرة من عمرهم ( حديثي الولادة ) هم حديثي العهد على بيئة الدنيا - لذا من الطبيعي أن يكون الهدف الأول هو أن يحاكي الطفل إلى حد ما - هذه الدنيا - وبتدرج معين 

يجب على جميع الأطفال اللعب لتعلم كيفية التفاعل مع العالم من حولهم - هذا التفاعل يبدأ في أقرب وقت من ولادة الطفل ولا يتوقف وعلى الأطفال حديث الولادة والرضع  أن تبدأ جميع الألعاب التنموية لإشراك الحواس وتحفيز الإدراك - سواء الطفل عمر شهر - شهرين - او أكبر من ذلك 

فلابد اولاً من تنشيط الحواس وتحفيزها من خلال الالعاب البدائية التي تستهدف اما اظهار الالوان - الصوت - اثارة الانتباه بالحركة مثل اللعبة الدوارة التي تحتوي على مجموعة اشكال مربوطة بخيط - هذه اللعبة شهيرة جداً وعادة مثبتة على طرف سرير الطفل

ايضاً من ضمن الالعاب البدائية - هم الأسرة نفسها ... تحركاتهم امامه واثارة انتباهه وعمل اشكال بالايدي والابتسام  - الاشارة الى مكان ما لجذب انتباه الطفل - التحرك به في ارجاء الشقة وتعريفه بكل اجزاءها .. كل هذا للتحفيز والتنمية حتى يكون جاهز لالعاب التفاعل المتقدمة

في الفترة المبكرة هذه لا تستعجلي في شراء كمية كثيرة من الالعاب - بل على العكس - ممكن الاستعانة باشكال و عناصر لا تعد في الاصل لعبة - ولكنها تحتوي على الوان - حركة ملحوظة بسيطة - اصوات .. بل وجودك نفسه بجانبه يفي بالاغراض كلها - صوتك الذي تصدرينه - الوان ملابسك - تحركات يديك لملاعبته وعمل خيالات باصابعك أمام عينيه مثلا ... الخ
   
المكعبات .. لعبة متقدمة بالنسبة لطفل حديث الولادة وحتى عمر سنتين ونصف - 3 سنوات ... ولا يمكن الاستفادة من اللعبة في هذه الفترة البدائية - حتى مع فرض ان المكعبات تحتوي على ألوان متباينة  - فيمكن الاعتماد على صور في مجلة افضل بكثير - و اوضح
 
أنه من الصعب أحيانا بل في الغالب - فك أي نوع من اللعب وتحفيز الرضيع فعلا من هذا السن المبكر لتركيبها - كـ لعبة المكعبات أنهم لا يرون بشكل جيد عندما يولد لأول مرة وبعض الألوان ليست واضحة حتى ضمن نطاق الرؤية لبعض الوقت 

لذلك سنقوم بتلخيص فكرة الألعاب البدائية التحفيزية ونقسمها الى

ا- ألوان : أحب اللعب إلى الرضع التي تحتوي على  النقوش والألوان المتناقضة لأنهم أكثر قدرة على التركيز على هذه العناصر - على الرغم من أن الرضيع لا يبدأ فعلا في التركيز على الأشياء حتى يصل إلى حوالي 7 أسابيع من العمر - ولكن التباين في الاشكال والالوان بشكل واضح  يجعل من السهل عليه القيام بالتركيز الى حد ما ... رؤية الألوان بشكل كامل لن تتطور في الرضع حتى حوالي 16 أسابيع من العمر، وبالتالي فإن الشيء المهم أن تهتم في المراحل الأولى من اللعب على الألوان المتناقضة والنقوش المتباينة لتنمية رؤية الألوان خلال هذه الفترة

ب- الوجوه : طفلك سوف ينفق الكثير من وقته ( على مدى أول شهرين من حياته ) يبحث في وجهك وملامحك أو وجه آخر مألوف وعزيز عليه - و كـ نتيجة لبقاءه أكثر الوقت على زراعك وزراع والده - جدته و جده  ولأن ايضاً غالباً ما يكون الأطفال حديثي الولادة قادرة على النظر في وجه الأشخاص - فإن معظم الأطفال الرضع  تميل إلى اللعب التي تتمتع بوجوه عليها

ج- المرايا : إن الأطفال حديثي الولادة المتعلقين بالوجوه يجدوا من المرآة لعبة ممتازة لهم -  لجميع الأطفال حديثي الولادة و في عمر شهرين وأكبر من ذلك بكثير ... والمولود الجديد يحب النظر إلى وجه ينظر له في المرآة و لن يدرك أن هذا الوجه هو وجهه ينظر من الوراء بنفسه - وذلك لبعض الوقت ... لعبة المرايا من المنشطات الممتازة لحديثي الولادة

د- خشخيشات : الدلايات صغيرة بما فيه الكفاية للطفل للابقاء عليها في حوذته - إنها اللعبة العظيمة الأولى للطفل - في حين أنه قد يستغرق شهورا للطفل لمعرفة ما يجب القيام به مع لعبة كهذه أو كيفية الاستيلاء عليها من تلقاء نفسه إلا انه من الولادة يكون قادرا على التمسك بها إذا قمت بوضعها ( خشخيسة ) في يده - و يسري ذلك على الأرجح على جميع الرضع  - فـ لديهم منعكس استيعاب يحثهم  بالابقاء على الشئ عندما يتم وضعه في أيديهم

هـ- اللعب الموسيقية المتباينة الخفيفة: أي لعبة تخرج اصوات بسيطة وخفيفة ( غير معقدة ) الأصوات الناعمة ممتازة لحديثي الولادة خلال الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة ... الاصوات الناعمة الخفيفة تساعد في تهدئة طفلك وتحسين الحالة المزاجية - واللعب الموسيقية التي تقدم التحفيز بطريقة خفيفة ناعمة لن تطغى على الطفل مثل بعض الألعاب التي تصدر اصوات أعلى ومستفزة غير واضحة. الموسيقى الناعمة الواضحة مريحة للطفل وسوف تنمي عنده حاسة الاستماع والتمييز الصوتي الى ان يصبح قادر بعد فترة النمو ان يلعب بألعاب اكثر جدية تعتمد على الصوت الذي يختاره بنفسه كـ البيانو


بعد التعرف على الفترة التحفيزية التي تصل لعمر 8 شهور
نأتي لمرحلة المحاكاة والتفاعل مع الحياة بعد ان اصبحت الحواس  قادرة على العمل بشكل أفضل


ومن هنا - يجب ألا تكون نظرتنا ضيقة لمفهوم اللعب والألعاب - فهي ليست أشياء يجب أن تشترى من أجل اسعاد طفلك وحسب - وانما من اجل تنمية إدراك طفلك لما حوله في الحياة ... وعلى ضوء هذا - فـ قد تجد اشياء معينة هي في الاصل ليست لعبة - وانما تحولت للعبة لانها تحاكي جزء من الحياة اليومية ... اذن تعالوا نستبدل كلمة لعبة ونطلق عليها اسم " المحاكاة "  - بهذا اصبح المعنى واضح والهدف واضح

لا تندهشي عندما تجدي طفلك يترك ألعابه - قد تكون ايضاً غالية الثمن - ويمسك بيده كوب بلاستيك و ملعقة ويجلس يحاكي سلوكك وأنتي تعدي كوب الشاي لزوجك - أو يحاكي عملية اعداد الطعام .. انه المشهد الشهير - نراه في كل بيت فيه اطفال حديثي العهد - بل واطفال في اعمار اكبر من سن سنيتن الى 6 - 7 سنوات  واكثر 

المحاكاة لمشاهد الطبخ واعداد الطعام جاءت نتيجة وجود الطفل في هذا الجزء من الحياة اليومية وبشكل متكرر إلى حد ما - فـ قد تكون المحاكاة عبارة عن احضار الدمية الخاصة به ( الدبدوب أو الأرنوب ) ثم وضعه في اي وعاء يقع تحت يد طفلك و يحاكي مشهد الحموم  ( الشاور ) ... أو إمساك الملعقة البلاستيكية بشكل ما يوحي انه ممسك بقلم لمحاكاة والده الذي يراه كثيراً يكتب أو يرسم

بل قد تتفاجئ بطفلك يقوم بمحاكة سلوك بشري وليس أداء جسماني - وتجدي طفلك يقوم بتوبيخ الدمية بنبرات وكلام غير معروف ولكن اذا ركزتي - ستلاحظي انه يؤدي نفس رد فعلك معه عندما توبخيه على شئ 

اذن الطفل منذ نعومة اظافره يبحث عن التفاعل - بدون أي توجيه منك أو مشيئة - انها الفطرة الطبيعية ما دام تكوينه العقلي سليم - انما تدخلك هو الذي قد يعيق رغبة التفاعل لاسباب ما  كـ الانشغال - الحرص الزائد عن اللزوم - ثقافتك مبنية على اساس شراء الالعاب الجميلة الكثيرة 

ما هو دورك مع طفلك كي لا تعيق رغبته في التفاعل ؟

ا- فتح المجال لطفلك - للاستكشاف و رؤيتك و رؤية ادواركم اليومية في البيت .. الحديث - تحضير الطعام - مارس هوايتك ان كنت تكتب او ترسم - او تعزف الموسيقى   - كل هذا امامه .. ايضاً لا مانع من مشاهدة سلوكيات الود والتراحم بينك وبين زوجك - ثقي ان طفلك مخلوق بشري ربنا كرمه بحواس يحكمها عقل ليس لها مثيل - ان كانت غير نامية الآن - فقد خزنها العقل لحين ترجمتها فيما بعد ولا تندهشين ان اكتشفتي تطبيقه لهذا السلوك العاطفي مع دميته في لحظة من اللحظات 


بعد فتحك المجال لطفلك للاستكشاف والملاحظة ومن ثم التخزين - اصبح الطفل هو من له الإرادة في اختيار الجزء الذي يريد محاكاته
ولاحظي بعدها .. ان الطفل يريد تجربة اشياءك أكثر من تجربة اغراضة الخاصة المختلفة

ب- في عمر سنة وشهور ومع القدرة على التحرك والقيام ببعض المهام العضلية - كالإمساك بالاشياء و الوقوف وغيرها - حاولي وقتها ان تعطي للطفل اجزاء غير مؤذية من الواقع الذي يريد التفاعل معه

وتكون هذه الادوات التي تشابه ادواتك الخاصة هي التي لاحظتي منه محاولات متكررة للحصول عليها

القاعدة هنا
الطفل يريد تجربة اشياءك أكثر من تجربة اغراضه الخاصة المختلفة

المحاكاة = تفاعل = احساس الطفل بنفسه = شخصية

إذا اردتي تنمية جزء معين - محاكاة شئ معين - عليك أن تقوم بتكرار فعل هذا الشئ أمامه -  ومن ثم سيتحول هذا السلوك والفعل إلى لعبة محاكاة ... فإذا أردت من طفلك تعلم تركيب المكعبات وعمل أشكال - عليكي بمحاولة اللعب أولاً أمامه  فـ اذا تعاملت انت مع المكعبات على انها طعام - سيحاكي هو نفس السلوك في اللعب - واذا تعاملت معها كـ قطع لتكوين شئ هندسي وخلافه - تعلم هو ذلك

لا تشتري لطفلك لعبة تعبر عن نموذج لم يراه بعد .. فـ اندهش من الاهل التي تشتري لطفلها في سن مبكرة - لعبة طائرة - والطفل لم يرى الطائرة بعد .. فـ كيف سيحاكي طفل هذا وطالما لن يحاكي الحياة - ما الداعي من اللعب ؟ .. لا شئ -... فلا تستعجب من طفلك وتتهمه انه طفل هوائي وملول

في حين تجد نفس الطفل لا يمل ولا يكل من تكرار لعبة ما - تحاكي سلوك والدته وهي تعد الطعام ... يلعبها طوال اليوم وعلى الدوام

اللعبة هدف تريد ان يصل إليه طفلك .. وليست شكليات أو لإرضاء طفلك وحسب 


فريق العمل