الماضي قبل الحياة الزوجية
سؤال : انا لي ماضي - هل اخبر شريك حياتي بهذا الماضي ؟
من الشائع أن يخبر أياً من الزوجين أو كلاهما - عما كان يحدث في حياته سابقاً وقبل الزواج .. بحجة بدء الحياة " على مية بيضة " - صفحة جديدة - وأن لا يترك لحبيبه الجديد شيئاً مستتراً من حياته الماضية إلا وكشف عنه
والدافع من وراء ذلك " حسب اعتقادهم " - أن لا تصاب حياتهم بركسة ولا نكسة و ولا أن يكون هناط خوف ملازم من هواجس الماضي ( حالة عذاب الضمير ) وبالتالي يعيشان حياة سعيدة
فـ هيهات !!!
مع الأسف - وهصدمكم بكلامي هذا - فإن الوقع أثبت فشل هذه النظرية ...لان الزوجين غالباً لا يتحملان هذا الأمر وإن صبرا عليه في البداية ... فـ في البداية - حرارة الحب الجديد بينمها ( لسا ما دخلوش دنيا ) تمنع ردة الفعل المباشر ( حالة تخدير يفرضها الحب في أوله وهذا طبيعي ) .. ولكن ..بمجرد أن تخمد حرارة هذا الحب و يبرد - خفت العلاقة بينهما - وسرعان ما يظهر ما كان خافياً ومختبئاً ويطفو على سطح حياتهما
سوف تبدأ حرارة الغيرة تشتعل لتحرق روابط الحب بينهما - وتنشأ المشكلات من صغائر الأمور - فتنقلب عليهما الحياة وتتعسر
ما كان قبل الزواج يجب أن تطوى صفحته بكل ما فيها - وقت وذهب مع الريح - لا يعلمه أحد من الناس مهما كان شأنه أو قرابته ومكانته ... فإن كان الماضي معصية يحدث صاحبها توبة بشروطها بينه وبين الله حسب دينه ومعتقدات هذا الدين
فـ التوبة هي التي تهدم ما قبلها من الذنوب - واذا كان الله قد قبلها ( نثق في ذلك ) لماذا ننتظر مسامحة عبد من عباده ؟
ليس إخبار الزوج ومصارحته هي التي تهدم ذنوب الماضي .. إنما التوبة - ومن شروطها في الإسلام الندم على ما حصل والقرار بالإقلاع عن الذنب والعزم على أن لا يعود - مع الإكثار من الطاعة والاستغفار لتعويض ما فاته في الماضي
المؤمن مأمور بالستر على نفسه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورات
التي نهى الله عنها - فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله ) أخرجه الحاكم
وصححه الألباني في صحيح الجامع 149
وروى البخاري ( 6069 ) عن أبى هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كل أمتي معافى إلا المجاهرين - وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه - فيقول : يا فلان - عملت البارحة كذا وكذا .. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه
اذا كنتي بالفعل وقعتي في المشكلة وأخبرتي زوجك بماضي كان يجب أن يظل مستوراً - وانقلبت حياتكم وتعسرتم - فـ حاولي إظهار الحب لزوجك بشكل واقعي - ليس كلاماً لتهدئته - بأن تظهري اهتمامك به و حولي نظره إليك باحداث تغيير في نفسك - شكلك - غيري نمط حياتك معه وأحدثي تغييراً جذرياً فيها