مركز المساعدة
مساعدة سريعة

فيروس CMV

من الأمور التي قد يساورك قلق بشأنها إذا كنتِ حامل هي الإصابة بفيروس CMV - تعرفي على أعراض الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا ومدى خطورة العدوى على الجنين خلال الحمل - التشخيص والعلاج والوقاية من الفيروس المضخم للخلايا CMV.

ما هو فيروس CMV


 فيروس CMV ( أو الفيروس المضخم للخلايا) هو نوع من الفيروسات يتسبب في تضخم الخلايا التي يصيبها ويكون مصحوباً بارتفاع درجة حرارة الجسم - هذا الفيروس ينتمي لعائلة الهربس (الحلأ Herpes) - تميل هذه العائلة من الفيروسات إلى البقاء بحالة سبات في جسم المصاب بالعدوى والتفشي في حالات مختلفة تتعلق بالتثبيط المناعي.

إن الفيروس المضخم للخلايا ليس معدياً للغاية - أغلبية البالغين أصيبوا بهذا الفيروس في الصغر - حيث يصاب معظم الأشخاص في في اي مجتمع بالـحمى الخلوية في طفولتهم (حوالي 80 إلى 85% ) وأجسادهم تقوم بتطوير مضادات تقوم بالحماية الجزئية ضد فيروس CMV .. وبالنسبة لأولئك الذين لم يصابوا يوما بالفيروس - فهم معرضين للإصابة بالعدوى الأولية بهذا الفيروس

أعراض الإصابة بفيروس CMV


العدوى الأولية بفيروس CMV تمر في الغالب دون أعراض ولكن العدوى  في بعض الأحيان قد تظهر أعراض الشبيهة بالزكام أو  بكثرة الوحيدات العدوائية Infectious mononucleosis  ترافقه ارتفاع في درجة حرارة الجسم (الحمى) لمدة زمنية طويلة - ايضاً آلام العضلات والضعف.

الإصابة بفيروس CMV خلال الحمل


إن كنتِ من بين أغلبية البالغين الذين أصيبوا بهذا الفيروس في الصغر - ستكونين محصنة من المرض وليس بإمكانك التقاط العدوى بهذا المرض الآن - ولكن قد تصبح الحمى الخلوية لديكِ نشطة مرة أخرى (إذا تفعّل الفيروس بعد أن كان في سبات أو كنتيجة للعدوى بنوع آخر من الفيروسات) وهذا يحدث بنسبة لا تتجاوز 1 إلى 2% -  وفي حالة حدوثه فإن الخطر الذي تشكله العدوى على طفلك يكون أقل منه في حالة إذا ما أصبت بعدوى جديدة أثناء الحمل.

وفي حالة إصابة الأم بعدوى جديدة خلال الحمل - العدوى الأولية - يصبح هناك احتمال باصابة الجنين بعدوى CMV من خلال انتقال الفيروس من المشيمة إلى الجنين - ويكون من الصعب على الجنين - عكس الشخص البالغ - مقاومة الفيروس الذي يهاجم أجهزة الجنين مسبباً لها ضرراً كبيراً.

الجدير بالذكر هنا أن في 60% تقريباً أو اقل بقليل من الحالات لا يكون هناك أي عدوى للجنين بالفيروس بالرغم من مرض الأم - وتقول الأحصائيات أنه واحد من بين كل 200 طفل تقريباً يولد بهذا الفيروس (فنحـو نصف الأمهات المصابات يحملن أطفالاً مصابين) إلا أن نسبة قليلة فقط ( في حدود 10 إلى 15%) هم من يعانون من أية أعراض مرضية وعيوب خلقية لها علاقة بالإصابة بالحمى الخلوية في الرحم - وحوالي الـ 75-80% من الأجنة الذين أصيبوا بالعدوى في الرحم سيولدون معافين كليا.

مخاطر فيروس CMV على الجنين


إن النسبة القليلة من الأجنة المصابين بعدوى الـ CMV سيطورون أمراضا أو عيوباً خلقية مثل :
  • صغر الرأس Microcephaly.
  • التخلف العقلي.
  • الصمم.
  • العمى.
  • تضرر الكبد والطحال.
  • النزف. 
  •  نقص الدم وانخفاض عدد الصفيحات.
سيقوم جزء من الأجنة الذين يبدوا أنهم معافون عند الولادة بتطوير مرض خلال الـ 8 سنوات الأولى لحياتهم.

التشخيص والعلاج


إذا أصبتِ بحمى وإرهاق وتورم في الغدد الليمفاوية واحتقان بالحلق - فلابد أن تتبيني سبب ذلك مع طبيبك - وسواء كانت هذه الأعراض توحي بوجود إصابة بالحمى الخلوية (فيروس CMV) أو أي مرض آخر تتشابه أعراضه مع أعراض الحمى الخلوية (مثل الأنفلونزا أو المكورة العقدية أو كثرة الوحيدات) فسوف تكونين بحاجة للعلاج.

تشخيص الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا

عند دخول جسم غريب في جسمك - يقوم جسمك بالدفاع عن نفسه من خلال بناء "المضادات"  - وفي المرحلة الأولى وفورا عند اكتشاف هذا الجسم الغريب - تكون المضادات التي ينتجها جسمك هي الـ IGM وهي مضادات عنيفة (نوع من الجلوبيولينات المناعية) والتي تهدف للقضاء على الجسم الغريب (تقوم هذه المضادات بالارتباط بالفيروس ومن ثم تحليله).

بعد ذلك يقوم جسمك في وقت لاحق بإنتاج مضادت تكون بمثابة الذاكرة - تأرشف بيانات ذلك الجسم الغريب الذي أصاب جسمك في الماضي - تسمى هذه المضادات بـ IGG ( نوع آخر من الجلوبيولينات المناعية الذي يصبح هو الساند في الإصابات اللاحقة وهو النوع الوحيد من الجلوبيولينات القادر على عبور المشيمة إلى الجنين) - تبقى هذه المضادات في الجسم مدى حياتك - وهي مسؤولة عن منع المرض عند دخول نفس المسبب لهذا المرض لجسمك مرة أخرى ( سواء كان المسبب هذا فيروس أو جرثومة).

لذلك يتم إجراء فحوصات للـ IGG و لـ IGM في الدم لتشخيص إصابتك - والنتائج تمثل واحدة من 3 حالات :
  • في حال كانت نتيجة الفحص للمركب IGG سلبية  ولـ IGM سلبية - أي لا توجد ذاكرة عن هذا المرض وايضاً لا توجد إصابة أولية - فلا توجد عدوى ( لكن يظل هذا الشخص معرض في المستقبل للعدوى الأولية بسبب عدم إصابتها بالفيروس من قبل).
  • في حال كانت نتيجة فحص الدم للمركب IGG سلبية ولـ IGM إيجابية - أي لا توجد ذاكرة مسبقة وانما الإصابة هي إصابة حديثة (عدوى أولية) - فإن الأمر يدل على مرحلة خطرة من العدوى الحاصلة مؤخرا. 
  • إذا كان كلاهما إيجابيا - أي توجد ذاكرة عن هذا المرض وأنالإصابة إما حديثة العهد  أو استيقاظ الفيروس من فترة سباته مع مرور وقت كافٍ منذ الإصابة يكفي كي ينتج الجسم مضادات الذاكرة.

ومن المحتمل كذلك أن طبيبك سوف يوصي باختبار السائل الأمنيوسي أو عينة من دم الجنين (بعد الأسبوع 21 من الحمل و7 أسابيع من تشخيص إصابتك بالمرض- حيث  يفرز الجنين المصاب بفيروس CMV جزيئات الفيروس مع البول بكميات يمكن اكتشافها بدءا من الأسبوع الـ 21 للحمل من خلال فحص ماء السَّلى ( السائل الأمنيوسي Amniocentesis)) ليرى إن كان طفلك قد أصيب بالمرض أم لا..

علاج الإصابة بفيروس CMV

حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج فعال يقضي على فيروس CMV - لكن إن تم تشخيص مرض الحمى الخلوية لديكِ فقد يكون علاجك :
  • الجلوبيولين المناعي IVIG للحمى الخلوية والذي ربما يساعد في وقاية جنينك من الإصابة بالمرض .. يحتوى الجلوبولين المناعي على جلوبولينات مناعية Immunoglobulin - IG يتم إعطاؤها من خلال الوريد (IV) - ولذلك يطلق عليه أيضا اسم IVIG.- في صورة محلول يحتوي على مضادات بشرية تمنح الجسم مناعة خلال عدة أيام .. يتم تحديد استخدام هذا الدواء في المستشفيات أو خلال العلاج السريري في المستشفى  فقط.
  • أيضاً دواء جانسيكلوفير Ganciclovir وهو مضاد للفيروسات - يتم استخدامه  لعلاج بعض الأمراض من بينها العدوى بالفيروس المضخّم للخلايا CMV  لدى المرضى الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة ضعيف ( مثل مرضى الإيدز والمرضى الذين اجريت لهم زراعة أعضاء) .. يتم إعطاء علاج جانسيكلوفير في البداية من خلال الوريد لمدة 14 - 21 يوماً - وبعد ذلك يُعطى العلاج لفترة تتراوح بين شهرين حتى سنة (عن طريق الوريد أو عن طريق الفم) .. ولكن المدة الدقيقة للعلاج تتعلّق كثيراً بالوضع الصحي وبمعطيات الحالة الصحية للمريض مثل: تعداد الدم وعمل الكبد والكلى.

قد يؤدي إستخدام  جانسيكلوفير لتضرر بإنتاج الخلايا المنوية وتطور الجنين خلال الحمل - لذلك - على الرجال والنساء في فترة الخصوبة - استخدام وسائل لمنع الحمل خلال فترة العلاج ولمدة 90 يوماً بعد إنتهاء العلاج.

الوقاية من عدوى فيروس CMV خلال الحمل


مازال بعض الأطباء يقترحون - أثناء وصول الخطر المحتمل على الجنين إلى ذروته -  أخذ إجازة من أية وظيفة تجعل المرأة الحامل تحتك يومياً بعدد كبير من الأطفال ( مثل وظيفة معلمة في روضة أطفال) على الأقل طوال 24 أسبوعاً الأولى من الحمل  -  إلا إذا كانت المرأة واثقة من أنها قد اصيبت بالعدوى بالفعل وأنها محصنة (ومعظم النساء ليست لديهن أي معلومة عن إصابتهن بفيروس الحمى الخلوية أم لا -  إلا إذا كن قد خضعن للاختبار قبل الحمل أو أثناء الحمل حيث إن هذا الفيروس عادة يداهم المرء ويختفي دون ظهور أعراض واضحة - نظراً لطبيعة هذه العائلة من الفيروسات).

احتمالات التعرض للحمى الخلوية CMV تصل إلى عنان السماء مع امتهان وظيفة تتطلب احتكاك مباشر مع عدد كبير من الأطفال.

نحو 26% إلى 60% من جميع الأطفال في مرحلة الحضانة يحملون المرض ويمكنهم إفرازه باللعاب أو البول أو البراز طوال أشهر أوحتى سنوات - وأن احتمالات التقاط العدوى من تلاميذ ونقلها إلى طفلك تكون محدودة للغاية.

وإذا كنتٍتِ مضطرة لأي سبب - لعدم ترك هذا النوع من العمل لفترة - فهناك أطباء آخرون ينصحون بارتداء قفازات أثناء ساعات العمل - وغسل اليدين بحرص وجيداً بعد تغيير الحفاضات (وهو الأمر الأمر الذي ينبغي عليكِ فعله في جميع الأحوال) ومقاومة الرغبة في تقبيل الأطفال اثناء فترة عملك أو حياتك اليومية إذا كنتِ تحتكين بعدد كبير من الأطفال لأي سبب - أو تناول المتبقي من طعامهم.

 والنساء الحوامل ممن لديهن أطفال في سن تعلم المشي لسن بحاجة للقلق بشأن التقاط الحمى الخلوية - فالاحتمال بعيد للغاية - وهذا لا يعني بالطبع أنه ينبغي إهمال أصول النظافة الجيدة - فلابد من اتباعها سواء كنتِ تخشين الإصابة بالحمى الخلوية أم لا.



فريق العمل

: يمكنك المشاركة بتعليق وبدء النقاش من هنا