مركز المساعدة
مساعدة سريعة

جودة البويضات والخصوبة

الموضوع الأهم على الاطلاق فيما يخص الخصوبة - هذا الموضوع يشمل كل الحقائق الهامة عن علاقة جودة البويضات بالخصوبة - ماذا يعني مفهوم جودة البويضة - تأثير العمر على جودة البويضة - تأثير جودة البويضة على الخصوبة وانخفاض الخصوبة عندما تزداد نسبة البويضات غير الطبيعية كلما تقدمت المرأة في العمر .. هل هناك اسباب أخرى غير العمر تؤثر على جودة البويضة؟ هل هناك حلول وعلاجات لانخفاض جودة البويضة؟ هل يمكن إصلاح البويضة غير الطبيعية؟ .. اقرئي الموضوع بعناية لمزيد من التفاصيل.

يعتقد الكثير من النساء أن مخزون المبيض لديهن (عدد البويضات) هو المؤشر الرئيسي للخصوبة .. لكن على الرغم من أن مخزون المبيض جزء من معادلة الخصوبة - فإن المحرك الحقيقي للخصوبة هو جودة البويضات - ويعد انخفاض جودة البويضة نتيجة طبيعية لا مفر منها للتقدم في العمر.

إليكِ ما تحتاجين إلى معرفته حول الخصوبة وجودة البويضة :
  • تقدم العمر يؤثر بشكل حتمي على جودة البويضة والخصوبة.
  • أسباب أخرى استثنائية تؤثر على جودة البويضة وبالتالي انخفاض الخصوبة.

تأثير العمر على جودة البويضة والخصوبة


انخفاض جودة البويضات والخصوبة يأتي بشكل طبيعي مع تقدم العمر.

من المحتمل أنكِ سمعتِ هذه المعلومة من قبل - لكن دعينا نعيد التأكيد : إن النساء يولدن مع مخزون من البويضات يتراوح من 1إلى 2 مليون بويضة - يمثل كل احتياطي المرأة من البويضات الذي سيتم السحب منه خلال فترة الإنجاب - وهذا الرصيد غير متجدد .. مع مرور الوقت - ينخفض هذا الرصيد بطريقتين :
  • أولاً : تفقد النساء البويضات كل شهر - حوالي ألف بويضة في الشهر بعد سن البلوغ - وبحلول سن 35  يكون لديهن حوالي 6٪ فقط من عدد البويضات المتبقي.
  • ثانياً : مع تقدم العمر - كـ وظيفة حتمية يلعبها العمر - يحدث انخفاض في جودة البويضات - وهو أمر أكثر تعقيداً بعض الشيء من مسئلة عدد البويضات المفقودة من مخزون المبيض .. إليكِ شرح يبسط لهذه المسئلة المعقدة :
لقد ولدت المرأة ومعها كل بويضاتها التي سوف تحتاجها خلال حياتها الإنجابية - ولكن بالنسبة لمعظم حياتها - فإن البويضات تظل نائمة في المبايض في شكلها "البدائي primordial" غير الناضج - هذا هو الحال حتى يتم استدعاؤهم للعمل ابتداءاً من سن البلوغ - وتحديداً خلال شهر معين - الشهر الذي من المحتمل أن يتم الإباضة فيه.

مباشرة عقب حدوث الحيض وقبل حدوث الإباضة - تمر هذه البويضات بعملية النضج - بما في ذلك انقسام الخلايا (يسمى الانقسام الاختزالي meiosis).

البيض الأكبر سنا أكثر عرضة للأخطاء خلال عملية التقسيم هذه - هذا هو السبب في أنه من المرجح أن البويضات الأكبر سناً - بمجرد الإباضة - ستحتوي على حمض نووي غير طبيعي.

الحمض النووي هو ما يخبر الخلية بأن تفعل المطلوب منها - لذلك بدون الحمض النووي السليم - لا يمكن للبويضة أن تؤدي وظيفتها وهي : إنجاب طفل سليم .. ومع تقدمك في العمر - يصبح المزيد من البويضات غير صحية.

تبقى البويضات الأخرى مطوية داخل المبيضين - متأثرة بعملية الشيخوخة (لا نعرف بالضبط كيف) لكن بشكل عام لا تتأثر بغالبية الظروف المرضية التي قد تحدث للجسم .. هذا له إيجابيات وسلبيات: فـ على الرغم من أن صحة البويضة لا تتأثر بشكل ملموس بالتأثير التراكمي للسموم اليومية أو المرض - إلا أنه من غير المجدي تحسين هذه البويضات المتأثرة بالشيخوخة عن طريق مضادات الأكسدة أو المكملات الغذائية أو العناصر الغذائية التي قد تدعم الخلايا السليمة في أجزاء أخرى من الجسم.

جميع النساء لديهن بعض النسب المئوية للبويضات غير الطبيعية - وفقا لدراسات الأجنة التي تم إنشاؤها من البويضات من مختلف الأعمار - فإن النساء في أوائل العشرينات من العمر لديهن حوالي 20 ٪ من البويضات غير الطبيعية - في حين أن النساء في الأربعينات من العمر لديهن ما يزيد عن 80 ٪ من البويضات غير الطبيعية.

وفيما يلي جدول يوضح هذا الانخفاض في جودة البويضات والخصوبة (بناءاً على عينة من مجموعة سكانية) وذلك حسب العمر.

العمـر مخاطر حدوث حمل
غي طبيعي جينياً
25 سنة 1 من بين 475 حالة حمل
35 سنة 1 من بين 178 حالة حمل
40 سنة 1 من بين 62 حالة حمل
45 سنة 1 من بين 18 حالة فقط

معظم البويضات التي تحتوي على الحمض النووي غير الطبيعي - وهي الحالة المعروفة في علم الجينات باسم "اختلال الصيغة الصبغية aneuploid" - هذه البويضات لا يتم تخصيبها على الإطلاق - ومن هنا نشأت العلاقة بين الخصوبة وجودة البويضات.

قد يتم تخصيب نسبة مئوية صغيرة من البويضات غير الطبيعية - ولكنها تؤدي إلى إجهاض - وقد تؤدي نسبة أصغر من البويضات غير الطبيعية إلى اضطرابات وراثية للطفل - مثل متلازمة داون - إن انخفاض جودة البويضة هو السبب وراء ظهور الإجهاض ومتلازمة داون بمعدلات أعلى بكثير لدى النساء فوق 35 عاماً.

جودة البويضة هي القائد الأعلى للخصوبة.

يؤثر كل من عدد البويضات وجودة البويضات على خصوبتك - لكن جودة البويضة هي في الحقيقة القائد الأعلى الذي يسيطر على الخصوبة.

صورة توضيحية لجهازين كرات اللبان
لتمثيل مبيض المرأة (الجهاز) والبويضات (كرات اللبان)
على مر العمر
فكري في خصوبتك كجهاز كرة اللبان gumball كما في الصورة أعلاه - جهازين يمثلان مبيض المرأة وبداخلهم كرات اللبان والتي تمثل البويضات - يحتوي كل جهاز على كرات باللون الأحمر وتمثل البويضات الطبيعية والأخرى باللون الأزرق وتمثل البويضات غير الطبيعية .. الجهاز الذي على اليسار في الصورة يمثل مبيض مرأة في سن الشباب (العشرينات من العمر) والمبيض على اليمين يمثل مبيض المرأة في سن الأربعين.

كل شهر في الدورة الشهرية الطبيعية - يقوم جسمك بسحب كرة لبان (بويضة) واحدة من الجهاز (المبايض).

إن البويضة إما صحية (كرة حمراء) أو غير صحية (كرة زرقاء) - وفي سن الشباب لديكِ عدد أكثر من الكرات الحمراء (البويضات الطبيعية الصحية) وعدد أقل من الكرات الزرقاء (البويضات غير الطبيعية) - لذلك نسبة أن تحصلي على بويضة واحدة طبيعية في شهر معين - نسبة عالية - وبالتالي نسبة أعلى لحدوث الحمل وحمل سليم - لدى النساء في العشرينات.

مع تقدمك في العمر - لديك عدد أقل من البويضات الطبيعية (الكرات الحمراء) في المبيض (الجهاز) - ونسبة أعلى من البويضات غير الطبيعية غير الصحية (الكرات الزرقاء) - مما يقلل من فرص أن تحصلي على بويضة واحدة طبيعية في شهر معين والتي ستكون قادرة على إحداث حمل سليم وطفل سليم .. لهذا السبب قد يستغرق الأمر وقتاً أطول والعديد من دورات الحيض - للحمل لدى النساء المسنات.

حتى عندما يلعب كلاً من دواء الخصوبة والتلقيح الصناعي دوراً - فإن العلاقة بين العمر والخصوبة وجودة البويضات ستظل مؤثرة على فرص النجاح.

 تستخدم علاجات الخصوبة - مثل الإخصاب في المختبر (التلقيح الصناعي خارج الرحم) - أدوية هرمونية لتحفيز المبايض على إنتاج بويضات متعددة في دورة شهرية واحدة (تنشيط المبايض بالكلوميد) - لكن بعض هذه البويضات ستظل غير طبيعية (كم عدد البويضات غير الطبيعية؟ سيعتمد على عمرك) .. لذلك في حين أن التلقيح الاصطناعي يمكن أن يساعد في زيادة فرص العثور على بعض البويضات السليمة الصحية - إلا أنه لا يمكن أن يجعل البويضة أكثر صحة أو بمعنى آخر - لا يمكن لعلاجات الخصوبة  أن تطور البويضة وتنقلها من حالة صحية غير سليمة إلى حالة صحية سليمة.

أي أنه لا يمكنك القيام بالكثير عندما يتعلق الأمر بتحسين جودة البيض.

جودة البويضة ليست مقياساً صحياً وغير صحي - إنها حالة ثنائية :  إما بويضة عادية أو غير عادية .. بمجرد انقسام البويضة مع الحمض النووي غير الطبيعي لا يمكن تثبيتها طبيا أو "تلتئم" - وبعبارة أخرى - بمجرد أن تصبح البويضة غير طبيعية فإنها لن تصبح طبيعية مرة أخرى.

تنخفض معدلات نجاح التلقيح الصناعي مع تقدم المرأة في السن.

إذا استردت امرأة في الأربعينيات من العمر 10 بويضات في دورة التلقيح الصناعي IVF cycles - فمن المحتمل أن تكون 10-20٪ فقط من هذه البويضات طبيعية .. إذا استردت 20 بويضة في دورتين من عمليات التلقيح الصناعي - فستظل نسبة 10 إلى 20 في المائة فقط من تلك البويضات طبيعية - ولكن سيكون عليها المزيد من العمل لأنها استعادت أكثر.

لهذا السبب نرى انخفاض معدلات نجاح حدوث الحمل مع تقدم المرأة في السن - حتى عند استخدام تقنية الإنجاب المتقدمة مثل التلقيح الصناعي .. إذا كان هناك عدد قليل جداً من البويضات الطبيعية السليمة للعمل - فإن فرصة النجاح تكون منخفضة.

لا يوجد اختبار خصوبة لفحص جودة البويضات.

اختبارات الخصوبة الموجودة مثل اختبار تعداد الجريبات الغارية AFC - واختبار آخر غالباً ما يطلق عليه اختبار مخزون المبيض (تحليل AMH) ، وهي اختبارات تقيس عدد البويضات في المبيض وليس جودة البويضة.

 تخبرك فحوصات الخصوبة - مثل مستويات AMH - بعدد البويضات المتبقي في المبيض والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بعدد البويضات الذي ستتمكنين من استعادته خلال دورة تجميد البويضات أو التلقيح الصناعي .. هذه معلومات مهمة - لكنها جزء فقط من الصورة.

الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت البويضة طبيعية كروموسومياً هي محاولة إخصابها - وإذا نجح الإخصاب - يتم إجراء اختبار وراثي على الجنين (فحس تشوهات الجنين) .. لا يمكن اختبار جودة البويضة في البويضة غير المخصبة (والتي هي خلية واحدة فقط) بأمان باستخدام التكنولوجيا الطبية الحالية - ومع ذلك - نظراً لأن الأخطاء في DNA للبويضات تحدث بشكل طبيعي ولا مفر منها بمرور الوقت - ولأن تأثير التقدم في العمر على جودة البويضات ثابت وعالم - يمكن أن يوفر عمر المرأة للأطباء صورة دقيقة جداً عن النسبة المئوية لبويضاتها الطبيعية.

لهذا السبب - لا يشمل تقييم الخصوبة اختبار الدم والموجات فوق الصوتية فقط - بل أيضاً إجراء محادثة مع طبيب يمكنه مساعدتك في فهم نتائج فحص الخصوبة الفردي الخاص بك - والإنتاجية المتوقعة من البويضات - وفرصتك في النجاح مع وسيلة تجميد البويضات.


أسباب أخرى استثنائية تؤثر على جودة البويضة

هل هناك اسباب أخرى لانخفاض جودة البويضات؟

يعزى انخفاض جودة البويضات فقط حسب العمر - مع وجود استثناءات قليلة وهي :
  • النساء اللائي يدخنن السجائر عادة ما يكون لديهن عدد أقل من البويضات ونسبة مئوية أقل من البويضات الطبيعية - ويخضعن لانقطاع الطمث قبل أربع سنوات من النساء اللائي لا يدخنن السجائر. وفقًا لـ الجمعية الأمريكية للطب التناسلي ASRM : تقل معدلات الحمل لدى النساء المدخنات عند إجراء التلقيح الصناعي بنسبة 30٪ عن النساء اللاتي لا يدخنن.
  • يمكن أن تتأثر جودة البويضات أيضاً بالتعرض للأدوية السامة التي يتعرض لها كامل الجسم - مثل أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في علاج السرطان .. بينما يمكن منع التدخين تماماً - فإن علاج السرطان ليس شيئاً يمكن التخلى عنه من أجل سلامة البويضة - لهذا السبب تجمد العديد من النساء بويضاتهن قبل علاج السرطان.
  • أخيرا - قد تتأثر جودة البويضات والخصوبة الكلية بأمراض تناسلية أخرى - مثل بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي endometriosis) وهو مرض حميد عبارة باختصار عن وجود أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم - تنمو على جانبي تجويف الرحم .. أظهرت الدراسات أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة لديهن معدلات حمل مرتفعة إلى حد ما عندما يخضعن لعمليات التلقيح الصناعي مع البويضة المتبرع بها من قبل امرأة ليس لديها بطانة الرحم المهاجرة - ولكن عندما يكون الأمر مختلفاً أو معكوساً - أي عندما تقوم النساء بدون بطانة الرحم المهاجرة باستخدام التلقيح الصناعي باستخدام بويضات ممنوحة من النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة - فإن معدلات النجاح "تقل بشكل كبير" - مما يؤدي إلى اعتقاد الخبراء أن الاصابة ببطانة الرحم المهاجرة قد يؤثر على جودة البويضات.

تحسين جودة البويضات بطرق طبيعية

لا يوجد أي دليل على أن الأنظمة الغذائية المحددة أو العلاجات العشبية أو الوخز بالإبر أو اليوجا أو التدليك أو غيرها من العلاجات البديلة يمكن أن تحسن جودة البويضة وبالتالي تحسين الخصوبة .. إن غالبية العناصر الغذائية التي يربطها الأشخاص في كثير من الأحيان بالخصوبة - مثل حمض الفوليك - مفيدة حقاً فيما يتعلق الحماية من بعض التشوهات مثل تشوهات العمود الفقري للجين - ومفيدة فقط للنساء اللواتي يحاولن الحمل حالياً - لأن حمض الفوليك يدعم الجنين النامي في الرحم - لكن ليس له أي تأثير على البويضات داخل المبايض.

في حين أن بعض العلاجات البديلة مثل التدليك واليوجا يمكن أن تساعد النساء على الشعور براحة أكبر أثناء التخطيط للحمل (والصحة النفسية مهمة حقًا!) أو اثناء دورة التلقيح الصناعي أو في فترة تجميد البويضات - فإننا نحذر من أنه لا ينبغي على النساء الاعتماد عليها لتحسين معدلات النجاح بشكل ملحوظ - ولا ينبغي أن تتأثر النساء بالتسويق الذي يقدم هذه العلاجات على أنها "حلول خصوبة طبيعية".

 نتمنى أن يكون تحسين الخصوبة أمراً سهلاً - لكن الدعم العلمي مازال لا يقدم حلول جوهرية - فلا يوجد علاج "مضاد للشيخوخة" بالنسبة للبويضات.

فريق العمل

: يمكنك المشاركة بتعليق وبدء النقاش من هنا